(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ
جَمِيعًا)
لعلي وكثيرين غيري فرحوا بكتابة عمر الزوجة في استمارة عقد
الزواج .تمهيدا لتحديد سن الزواج ، وشكراً لوزير العدل حيث أعاد النظر
بتصريحاته: (أن وزارته لا ترى أن زواج القاصرات ظاهرة ، كما أنها لا تستطيع
بالوقت الحاضر تحديد سن الزواج ..) ما أثار القلق والخوف ، فوزارة بحجم
وزارة العدل لا تستطيع أن تتعرف على آثار زواج الصغيرات من الناحية البدنية
والعقلية ، ولا تأثيره على طفولة هؤلاء الفتيات وحقهن بممارستها أو حقهن
بالتعليم ، وأخذهن من مقاعد
الدراسة لحضن أزواج الله وحده أعلم كيف ممكن أن يعاملوهن ..
نضيف إن فرضنا أن الأبدان الغضة ممكن أن تتحمل ما يترتب على الزواج من حقوق
بدنية ، ومن ثم الحمل والولادة برحم غض صغير ، وربما تحملن إجهاضا متكررا
سلبهن راحة بدنهن وسفحن مزيدا من الدماء ، بلا ذنب ولا جناية .. ربما نقر
تجاوزا بقبول هذا الوضع الذي سيتمثل بصحة عليلة وأم لاتعرف من أمرها شيئا
..
هذه الطفلة التي اغتيلت
طفولتها وسُرق حقها في الحياة الكريمة وكلفت مالا طاقة لها به، تُرى كيف
ستربي الوليد وكيف ستسهر عليه وترضعه وتنظفه ؟!! ومن ثم كيف ستخدم الزوج
وتجهز نفسها له .. كامرأة له حقه الشرعي في بدنها الغض المرهق.
(..مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ
نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ..)
إن زواج الصغيرات ليس ظاهرة وهذا ما نتفق به
مع معالي الوزير ، لكنه موجود ، بمعنى لو ماتت فتاة في الحادية عشرة نتيجة
إجهاض ، قد لا يعتبر ذلك في القانون أو النظام جريمة قتل ، لكن نتائج هذا
الزواج تكاد تتطابق مع جريمة التحريض على القتل .. وهذا التحريض سيكون برضا
القانون وبمداراته أيضا .. وقتل هذه النفس البريئة ، هو كمن قتل الناس
جميعا .. ولكن عندما يسن نظام واضح لسن الزواج ليس للبنت فقط ولكن للفتى
أيضا،مع تأكيدنا أن الزواج ستر وعصمة وتكوين أسرة لكن أن تتكون الأسرة على
أسس صحيحة وهذه تتمثل في : الصحة البدنية ، واكتمال النمو ،
الصحة العقلية ، ووجود حد أدنى من التعليم ،
بمعنى منع التسرب من التعليم بسبب الزواج ، الصحة المادية ( إن صح التعبير
) . ففي حديث للنبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الشباب من استطاع منكم
الباءة فليتزوج ) .. فإن تزوجت من يقاربها سناً فذاك يعني عدم توفر الباءة
الجسدية والمادية ، وإن تزوجت كبيرا في السن عطلت حياتها حاضرا ومستقبلا
أما الحاضر فهو ما سبق شرحه أما المستقبل فهو إما تقضي شبابها ممرضة
بالمجان أو تجد نفسها أرملة ببضعة أطفال عليها أن تتدبر حياتهم وحياتها
معهم ، ناهيك عما قد يترتب من أمور أخرى ، خاصة وهي خالية من شهادة تؤهلها
للعمل ومع ندرة الاعمال أيضا ، قد تؤدي الحاجة بها للانحراف لاقدر الله