حب من طرف واحد
لم يكن حبا من طرف واحد بل كان وهما كبيرا استغرق من ربيع عمرها أكثر مما
يجب حتي أفاقت منه ، أخيرا أدركت بديهية من بديهيات الحياة أن أي علاقة
ثنائية لا يمكن أن تتم من طرف واحد ، مثلا المحادثة بين شخصين هل تسمي
كذلك إذا كان أحدهما فقط يتكلم والآخر لا يبالي ولايسمع ؟
في الحقيقة هي لا تستطيع أن تلومه أو تتهمه أنه غرر بها أو استدرجها ،
لكنها هي المسئولة الأولي عما حدث ، هناك في داخلها حيث يسكن قلبها الصغير
ومشاعرها الجياشة انطلقت الشرارة الأولي ، كان موقفا عاديا عندما تحدثت
إلي زميلها وجارها بخصوص بعض الكتب التي أحضرها لها من الكلية وسلمتها له
زميلتها التي تعرف أنه يسكن بجوارها ، سلمها الشاب الأمانة وأبدي استعداده
لأي خدمة لها ، ولا تعرف هي ماذا قال بالضبط ولكن ولأول مرة تشعر أنها
تستمع بقلبها وأنها تخشي لو سمع هو صوت دقاته .
انصرفت وهي تشعر أنها مثل باقي البنات أصبح لديها سرها الذي تفكر فيه
وترعاه فيؤنس وحدتها ويجعلها تري الحياة أجمل ، من مواقف بسيطة وكلمات
متناثرة ونظرات عفوية نسجت قصت حبها وأخفتها في صدرها ،كانت تستمع لموسيقي
داخلية تعزفها براعم تفتحت بداخلها لم تكن تدركها من قبل ، وتشعر أنها
لاتسير علي الأرض بل تتمايل داخل لوحة إيقاعية تكمل معزوفة الحب ، صارت
ترفض فرص الزواج المختلفة والحجة الجاهزة أريد أن أنهي دراستي أولا ، في
الحقيقة كانت تنتظر فارسها الرائع الذي لن ترضي عنه بديلا.
حتي كان ذلك اليوم الذي استقلت فيه الأتوبيس في طريق عودتها للبيت وبعد
محطة واحدة وجدته يقف أمامها ، لم تكن تعرف هل هي صدفة أم مقصودة ، ولكنها
كانت متأكدة أن اليوم هو يوم الحسم .
بعد قليل أثناء مرور رجل كبير السن من خلف بطلها وفارسها تعثر فيه ، وقبل
أن يقوم الرجل من عثرته زلزلها صوت الفارس ( مش تفتح يا أعمي ) بسرعة
اشتعلت الخناقة التي أبلي فيها الفارس بلاء حسنا يدل علي سوء تربيته وموت
التعاطف في قلبه ، كانت مظاهرة في الأتوبيس والجميع مستاء من جلافة الشاب
وغلظ قلبه .
انقشعت الغشاوة عن عينيها ولفظ الحب الموهوم أنفاسه الأخيرة مخلفا وراءه
بعض الحزن والدهشة والإحباط ، مر بعض الوقت وهي تعيد النظر لفارسها السابق
بعد اتضاح الرؤية أمام عينيها وفي كل يوم كانت جراحها تشفي ، وتدريجيا
انقلب الحب إلي مشاعر تجمع الازدراء والرثاء والنفور .
عندما جاء نصيبها تزوجت رجلا رائعا في ظل رضاء الأهل ومباركتهم ومع زوجها
عرفت معني الحب الحقيقي ، وأن الأساس الأول للحب أن يكون متبادلا وعلي
أرضية من التفاهم والتقارب في البيئة والشخصية ووجهة النظر للحياة ، رغم
ستر الله لها في قصتها القديمة التي لم يشعر بها أحد ، إلا أنها صار لديها
حساسية تجاه كلمة الحب المبتذلة في الأعمال الدرامية والغنائية والتي تمهد
طريق الخطر أمام الفتيات وتشحنهم عاطفيا ليصبح من السهل السقوط أمام
الفارس الخطأ ، والتي تروج لمفهوم مغلوط تماما يتستر بكلمة الحب النبيلة .
يقول تعالي في الآية الكريمة في سورة الروم ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة )
الحب ينشأ تحت ظلال الزوجية والشرعية ولا ينمو في الشوارع والأتوبيسات
،وبين زوجين متكافئين متفاهمين يتم تبادل أجمل المشاعر وأصدق المواقف ،
وتتم فصول قصة حب حقيقية وليست مجرد علاقة مشوهه تتستر بالأوهام ، يولد
الحب في النور ليفخر به الجميع ويهنئون أصحابه .
ليت الفتاة تتروي وتتريث وتحتفظ بمشاعرها الغضة للزوج الذي يستحقها ولا
تهدرها وتنثرها علي من لاتعرف ، وليتها تنتظر لتعرف روعة الحب المتبادل
وانعكاس صورتها الجميلة في عيون زوجها ، وقتها ستعرف أن ما يسمي حبا من
طرف واحد هو امتهان لكرامتها وتهديد لسمعتها ووهم تعيشه بلا طائل.
انا بقى عايزة اعرف ارائكم
1- هل الحب من طرف واحد وهم كبير ومهانة
2- هل القصة البنت دى تعميم على ان كل قصص الحب من طرف واحد ستنتهى بالفشل
3- هل تقدر او تقدرى تحكمى على قلبك وتصرخى باعلى صوتك (لن تحب)
4-لو انت ممانع الحب من طرف واحد لية اية اسبابك