هل نعيش الحب بقرار نتخذه فجاة ... ام نعيشه لاحساس يداهمنا دون ان ندري ..؟

هل نعيش الحب بقرار نتخذه فجاة ... ام نعيشه لاحساس يداهمنا دون ان ندري ..؟


وهل ما زال لغزا لم يكتشف كنهه.. لا اسبابه ولا اوقاته ..؟
حكاية الحب المتعدد
والتي نسمعها ونصاب حينها بالذهول او عدم التصديق او الفرح ... وبعضها
يصيبنا بخيبة امل او احباط... الحب ودلالاته ومفاصله وتوتراته واسراره
وغموضه وكل مايتعلق به يجعلنا احيانا نهذي بعقل نصف عاقل .. واحيانا بعقل
نصف مجنون !..
هدى.. تلك الفتاة الرائعة والتي يصفها كل من يعرفها بالرقة والجمال والادب
والثقافة ... اثرت ان تعيش بعيدا عن قصص الحب ..بقرار ذاتي وبتشجيع من
والدتها...لان الحب
لايؤدي الا الى الهلاك ..وان الرجال هم عالم من الكذب والخديعة..فاقتنعت
..هدى .. واثرت ان تعيش لدراستها ..ومن ثم لعملها.. واغلقت قلبها عن اي
زميل ...حتى اؤلئك الزملاء الذين كانوا يرجونها الحب !..
كانت امراة من نوع خاص ... يسكنها الهدوء.. والقناعة بما تقوله لها امها :
ان الحب يا ابنتي خديعة الرجال......لذلك هي لاتريد ان تخدع ابدا.. لذا لم
تشعر بالحب تجاه اي احد ..
لكن السؤال الذي يحيطنا دوما كبشر ؟...هل حقيقة اننا من الممكن الا نحب..
او لانشعر باعجاب لشخص ما يؤدي بنا الى الحب......تقول هدى في اعتراف
هاديء : بصراحة كنت ابتعد عن علاقات الحب كلها او اية علاقة زمالة قد تتطور الى الحب...؟..لكن
قلبي كان يهفو الى ابن الجيران الذي كان للاسف الشديد مرتبطا بقريبته..
كنت ارى نفسي اكثر جمالا واكثر اناقة واكثر ثقافة ..واستغرب ..كيف لمثله
ان يخطب مثلها..؟!..
لكنني لم احاول قط لفت انتباهه.. وشاءت الصدفة ان يفسخ خطوبته ويتقدم
لخطبتي ... وجدتني اوافق بعد ان اقنعتني والدتي فهو شاب لايعيبه شيء
ولايهم ارتباطه بالسابق مادام قد فسخه ..؟!..
كنت اشعر وانا معه ..ان هناك غمامة حزن ترفرف في داخله...احاول ان اعرف
السبب .. لكنه لايجيب .... حتى اكتشفت ان قصة حبه الاول .. اخذت مكانا في
قلبه .. وجرحا ظننت انه لن يندمل... لكنني بدات اتعلق به واحبه بدرجة لم
اكن اتخيلها خاصة بعد الزواج ..
وتحرقني نار الغيرة اذا ماصدفنا قريبته عند اهله .. اشعر بالقهر والحزن
.. تمنيت لو تقطع القرابة بينهما حتى لايراها.. وكنت كلما لمحت التوتر
والحزن في عينيه اساله : هل اثرت رؤيتها نار الذكريات ...فيصمت ولايجيب ..
وقررت ان احاربها بان انسيه حبها من قلبه.. بان احبه واسنده واجعلها في حياته مجرد ذكرى ليس الا ...
سنوات ثلاث عشت عذابا من نوع خاص من دون ان اصرح به ... لكن زوجي كان يشعر
بعذابي ولم نكن نتناقش بالموضوع... حتى يوم زفافها...وكان لابد لنا من
الحضور.. بدوت جميلة ورقيقة فذهبت الى الحفلة ...وهناك راقبت انفعالات
زوجي وهو ينظر الى عروس الامس .. شعرت بان شيئا جديدا سكن عينيه ...كان
بريقا اخاذا وهو ينظر الي.. ويطلبني للرقص معه ... وانا اراقصه همس لي
قائلا : كم انت رائعة وكم كم احبك